مميز
EN عربي

الفتوى رقم #47952

التاريخ: 29/09/2014
المفتي: الشيخ محمد الفحام

ليبلوكم أيكم أحسن عملاً

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي فضيلة الشيخ هل هناك حقاً عباد إحسان لله تعالى وعباد امتحان . وإن صح هذا الأمر فما دليله، أوﻻ يعد هذا إيحاء بعقيدة الجبر، وجزاكم الله خيراً

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبعد؛ فإنه لا ارتباطَ بين ما سألتَ وقضيَّة الجبر عقيدةً ذلك أنَّ عقيدة الجبرية تنفي حقيقة التكليف والاختيار والكسب, والمسألة بحاجة إلى التوضيح فدونك هذا التفصيلَ اللطيف, أوَّلاً؛ البلاءُ نوعان سماوي, وتكليفٌ كسبي, فالأول كأن يُبْتَلَى العبدُ في جسده أو ولده أو أهله أو ماله, فهذا لا علاقة له بالكسبِ ابتداءً, ولكن له ارتباط بالأجر والثواب انتهاءً إذا صبر المبتلى واحتسب يوضِّحه قوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) وقوله تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) والثاني؛ شؤون التكليف عبر الأوامر والنواهي يوضحه قوله تعالى: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) وبالدلالة الواضحة والإرشاد الهادف وقد قال سبحانه: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) وقال تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) ومعنى هديناه هنا؛ بيَّنا له طريق الهدى ببَعْث الرسل.