مميز
EN عربي

الفتوى رقم #47901

التاريخ: 08/09/2014
المفتي: الدكتور محمد توفيق رمضان

هل التوبة تنسخ ما سبق ام يجب على التائب قضاء ما فاته

التصنيف:

السؤال

: السلام عليكم سؤالي لشيخنا البوطي ميما يلي فتوى لعلماء كابن باز وغيرهم من السلف انه التوبه تفي تارك الصلاة ولا يجب القضاء وقرات لكم في فتاوى الموقع ما يناقض هذه الفتوى وانا بحيرة من امري مشايخنا الاجلاء افيدوني جزيتم خيرا اما والله ماا بتغي الا ان استدل افضل الطرق لمرضات الله ﻗﺪ ﺩﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﻬﺪﻡ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺗﻬﺪﻡ ﻣﺎ ﻛﺎﻥﻗﺒﻠﻬﺎ ." ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : } ﻗُﻞْ ﻳَﺎ ﻋِﺒَﺎﺩِﻱَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺃَﺳْﺮَﻓُﻮﺍ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻬِﻢْ ﻻﺗَﻘْﻨَﻄُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺭَﺣْﻤَﺔِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﻐْﻔِﺮُ ﺍﻟﺬُّﻧُﻮﺏَ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﺇِﻧَّﻪُ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﻐَﻔُﻮﺭُ ﺍﻟﺮَّﺣِﻴﻢُ { ‏[ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﻣﺮ : ﺍﻵﻳﺔ 53‏]. ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻧﺰﻟﺖﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻟﻠﺘﺎﺋﺒﻴﻦ، ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻀﺎﺀ ﺻﻼﺓ ﻭﻻ ﺻﻮﻡ ﻭﻻﻏﻴﺮﻫﻤﺎ، ﻭﺻﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : "ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﻬﺪﻡ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺗﻬﺪﻡ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻬﺎ " ﺃﺧﺮﺟﻪﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ، ﻭﺻﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪﻗﺎﻝ : " ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻛﻤﻦ ﻻ ﺫﻧﺐ ﻟﻪ ." ﻭﻗﺪ ﺃﺳﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻓﻠﻢ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪﻭﺳﻠﻢ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺷﻲﺀ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻟﻤﺎ ﺍﺭﺗﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﺛﻢ ﺃﺳﻠﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺗﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻓﻠﻢ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﻣﺎﺗﺮﻛﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺤﻞ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ. ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله مسألتك تعود إلى أصل مذكور في كتب الأصول: هل الأمر المؤقت يقتضي قضاء المأمور به إذا فات وقته أم إن وجوب قضائه يفتقر إلى أمر جديد. القول الراجح في المسألة أنه يفتقر إلى أمر جديد. وقد ثبت وجوب القضاء في أكثر من واقعة. ذلك أن الصلاة تكليف يتكون من تكليفين: أداء الصلاة، وأداؤها في وقتها. فهما أمران فإن فات أداؤها في وقتها فقد ارتكب محرماً يترتب عليه وعيد ثبت في قوله تعالى: فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. بقي أداؤها الذي يبقى في الذمة ديناً يجب قضاؤه وقد ورد في قضاء الفائتة أكثر من حديث: أحدها قوله صلى الله عليه وسلم : من نام عن صلاة أو نسيها فليؤدها إذا ذكرها ... الحديث وقضاء النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة العصر في غزوة الأحزاب. وهو لم يكن عندها نائماً ولا ناسياً . وكذلك قضاء الصحابة صلاة العصر يوم غزوة بين قريظة . فإن كان قضاؤها بعذر مطلوباً فإن قضاءها عند تركها عمداً مطلوب من باب أولى.