مميز
EN عربي

الفتوى رقم #47235

التاريخ: 08/07/2014
المفتي: الشيخ محمد الفحام

لا يشترط برواة الحديث العصمة عن الخطأ

التصنيف: السنة النبوية وعلومها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، هل رواه الاحاديث معصومين عن الخطأ؟ وكعب الاحبار،،هل هو مشكوك في اسلامه،،،،وانه دس احاديث مغلوطه في الاسلام؟ جزاكم الله كا خير

الجواب

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أخي الكريم لا علاقة للعصمة بالفن الذي تسأل وإنما هو الميزانُ الذي برع به علماء المسلمين بل وبه تفردوا عن غيرهم ألا وهو علم الرجال في الجرح والتعديل كميزان علمي يُترجَمُ عَبْرَهُ الراوي في نظام علم الدراية والرواية وبذلك يُعرف الثقاتُ من غيرهم ويُجلى رجالُ السَّند للعيان بضوابطَ دقيقةٍ لا مناص عنها أبدا ولا مدخل للجنوح فيها إطلاقاً, وبها تُعرف درجة الحديث المروي. هذا؛ وقد خُدم هذا الفن خدمةً كبيرة إلى مستوى تفرُّده في مصنفاتٍ تُدَرَّس أكادميّاً ويُختص بها, وعليه؛ فلا يُذكر اسمُ رجلٍ في سند لأيٍّ من الأحاديث إلا وبالإمكان يُسراً استخراج ترجمته من تلك المصادر ومن غير عناء وبتأمُّل يسير تَعرفُ درجة الراوي كيف أنها مضبوطةٌ بضبطٍ علمي دقيق وعزوٍ نزيه. أقول: وكثيراً ما نقرأ متنَ حديث في مختصراتِ كتب الحديث يختم مثلاً ب "رواه البخاري" ولا ندري أننا لو رجعنا إلى الأصل الجامع لوجدنا صِلةَ المخرِّج للحديث الصحيح بالنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم عبر رجال عدول ضابطين. وخلاصة القول: أن العلم الصحيح هو المعيار ونحمد الله على نعمة حفظ هذا الدين في تلك الموازين المدهشة التي تشير إلى الإعجاز الإلهي في يقين الوعد الحق من الرب الجليل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، وقوله سبحانه: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه). أي في نظام (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)، فمنطوقُ الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم من كلام الله القرآن وحديثه الشريف وحيٌ إلهي محفوظ بحفظ الله تعالى لأنهما المصدران الأساس للتشريع ولولا حفظ المولى سبحانه لضاع كل شيء ولكنه الوعد الإلهي وكفى. أم سؤالك عن كعب الأحبار فمعرفة شأنه تكون عبر تلك المصادر وأهل الاختصاص ودونك لمحة مختصرة قالوا: كان في الجاهلية من كبار علماء اليهود ثم أسلم وهو في اليمن في أواخر خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعدها قدم المدينة وجالس كبار الصحابة وحدَّثهم عن التوراة وأخبار الأمم الإسرائيليات ثم خرج إلى الشام. طعن في حديثه عدد من الرواة كابن قتيبة والنووي, وسببُ الطعن عند البعض كثرة رواياته عن التوراة وأخبار السابقين لذا قال معاوية عنه إنَّ كعباً أحد العلماء وعلمه كالبحار من أصدق المتحدثين الذين يتحدثون عن أهل الكتاب، وإن كنا لنبلو عليه الكذب. أي في بعض أخباره. وقال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء وكان حسن الإسلام متين الدِّيانة.