مميز
EN عربي

الفتوى رقم #43932

التاريخ: 22/12/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

هل يقع علي جريرة الخطأ بعد ان كنت السبب

التصنيف: قضايا فقهية معاصرة واقتصاد اسلامي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله .لقد اشتركت بالاْنترنت من مدة وذلك لان اخي يدرس بالجامعة فهي تيسر عله البحث وتساعده لتحميل المحاضرات وكذلك انا فإني استفيد منها كثيرا. ولاكن المشكلة ان اخي قديستخدمها لمشاهدة الافلام الاجنبية وسماع الاغاني ولااستطيع منعه وكذلك ايضا اني حاولت ان احجب المواقع الاباحية ولاكني لم استطع ان احجبها 100% وبالبحث القليل تظهر الصور العارية التي لاحصر لها واخشى ان تكون هذه السيئات في صحيفتي وسؤالي هو:1-ماذا أفعل هل أنهي اشتراكي باالانترنت وأكون بذلك برئة ذمتي ورفعت مسؤوليتي عملا بالقاعدة دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح <مع العلم انه سيشترك من جديد بالانترنت بعد ان الغيها> 2-ام اتركهاوأضع برامج حجب <وهذه الاخيرة لاتحجب العري 100%> ولاكن كل شخص مسؤل عن اختياره وأكون انا بذلك بريء الذمة وشكرا جزيلا لكم .

الجواب

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ أقول قد أصبح الإنترنيت بلاءً سارياً في أوصال المجتمع كالماء والهواء, وتوسَّعت دائرة انتشاره إلى مستوى لم يعُد يضبط إلا بشدةِ المراقبة للمولى سبحانه والخشية منه لاسيما في معرض التواصل والأخذ والأداء, لذلك فمِن العسير بمكان إلغاؤه كلياً, لذلك أقول: إنْ حَجَرْتَ على أخيك فلا يبعد على الإطلاق أن ينطلق إلى أماكن أخرى الله أعلم بسَحِيقِ ظلماتها ووبالها قد يتيه في غياهبها, ويقتل وقته بسببها قتلا. فالذي أراه _ولست بمُلزِم_ أنْ تجلس مع أخيك جلسة صراحة وإيضاح أنك ما فتحت هذا الباب إلا للاستخدام النافع والحلال, وأنك بريء من كلِّ استعمال لا يُرضي الله تعالى تُشهد اللهَ على ذلك وعليه, وتُعلن أنك غيرُ مسامح لأيِّ استعمال مخالف مع البقاء على المتابعة وأن تكون آلةُ الاستعمال تحت سيطرتك وبيدك ما أمكن. فإذا أنِسْتَ منه رُشداً والتزاما ووجدت أن ذلك العهد آتى أكُلَهُ فبِها ونِعْمَتْ, وإلا فإنْ لم يستجب ولم تستطع الحجب الكُلِّي, وعمَّتْ المفسدة فعندها تَفْرِضُ القاعدةُ التي ذكرت نفسَها لغلبية الفساد وحُرْمة المال الحلال وحرمة المكان والوقت, فأعظم الذنب أن يُعْصَى اللهُ تعالى بِنِعَمِهِ وقديماً قيل "لا تَنْظُرْ إلى صِغَرِ المعصية ولكنِ انظر إلى عِظَمِ مَنْ عَصَيْتَ" . أسأل الله تعالى أن يلهمك الخير والسداد, ويلهم أخاك الرشاد, كما أسأله التوفيق لكما لما فيه صالح الفرد والمجتمع آمين. ولا تنسياني من دعوة صالحة جزاكما الله خيراً.