الفتوى رقم #41808
التاريخ: 05/09/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام
هل يصل ثواب ما قرأت لإخواني ممن انتقل إلى رحمة الله
التصنيف:
العقيدة والمذاهب الفكرية
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في كل يوم أقرأ جزء من القرءان الكريم وبعدما أنتهي أهدي هذه الحسنات إلى إخواني من المؤمنين والمؤمنات من أهل القبور أنا إسأل هل هديتي تصلهم وهل تنفعهم وجزاكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وبعد فقد تقدم في أسئلة سابقة للموقع تفصيل لهذه المسألة وخلاصته أنه يصل إلى الميت وينتفع به ومع ذلك أنقل إليه كلام ثلاثة من سلف الأمة ذلك:
الأول الإمام القرطبي: يقول رضي الله عنه قد استدل بعض علمائنا على قراءة القرآن على القبر بحديث العسيب والرطب الذي شقَّه النبي صلى الله عليه وسلم باثنين ثم غرس على قبر نصفاً وعلى قبر نصفاً وقال: (لعله يخفِّف عنهما ما لم يَيْبَسا). والحديث في البخاري ومسلم وغيرهما.
قال ويستفاد من هذا غرس الأشجار وقراءة القرآن على القبور وإذا خُفِّفَ عنهم بالأشجار فكيف بقراءة القرآن.
الثاني الإمام النووي: قال استَّحبَّ العلماء قراءة القرآن عند القبر _أي على روح الميت_ واستأنسوا لذلك بحديث الجريدتين وقالوا: إذا وصل النفع إلى الميت بتسبيحهما حال رطوبتها فانتفاع الميت بقراءة القرآن من إنسان أعظم وأنفع من التسبيح من عُود وقد نفع القرآن بعضَ من حصل له ضرر في حال الحياة فالميت لذلك
وقال الحافظ ابن تيمية رحمه الله، وروي عن طائفة من السلف عند كل ختمة دعوة مجابة فإذا دعا الرجل عقب الختم لنفسه ولوالديه ولمشايخه وغيرهم من المؤمنين والمؤمنات كان هذا من الجنس المشروع....
قال: وقد صح عن النبي صلى الله عليه أنه أمر بالصدقة عن الموتى من الأعمال الصالحة وكذلك ما جاءت به السُّنَّة في الصوم عنهم وبهذا وغيره احتجَّ من قال من العلماء إنه يجوز إهداء ثواب العبادات المالية والبدنية إلى موتى المسلمين كما هو مذهب أحمد وأبي حنيفة وطائفة من أصحاب مالك والشافعي فإذا أهدي لميت ثواب صيام أو صلاة أو قراءة جاز ذلك ثم قال: من اعتقد أنَّ الإنسان لا ينتفع إلا بعمله فقد خرق الإجماع وذلك باطلٌ من وجوه كثيرة ثم ذكر أكثرَ من عشرين وجهاً منها: الصلاة على الميت والدعاء له في الصلاة انتفاعٌ للميت بصلاة الحي عليه وهو عمل غيره.
أقول : ومعلومٌ أنَّ في صلاة الميت قرآناً وهو الفاتحة وصلاةً على النبي صلى الله عليه وسلم ودعاءً.
فَمِن نِعم هذه الأمة وخصائصها امتدادُ الثواب فيها ولله الحمد ولعل البعض يستشكل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله...) مع شدة وضوحه وأنه من جملة الأدلة المكمِّلة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (انقطع عمله) لأنه من صُنْعِه ولم يقل انقطع ثوابه ولو صح أن يكون المقصود انقطاع الثواب أوصح عدم انتفاع الميت بعمل الغير للزم إلغاء الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة المجيزة انتفاع الميت بعمل الحي.
فدُمْ على ما أنت عليه من التلاوة لنفع نفسك وإهداء مثل ثواب ما تقرأ لمن تحب من أموات المسلمين بصيغة الدعاء ليكون الجواز على الإجماع أي؛ وقد أجمعوا على أن هبة الثواب إن جاء على الطلب دعاءً وصلتِ الهديةُ إليهم دون أدنى شك لجواز الدعاء للأحياء والأموات من أمة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعل الله أن يجزيك خيراً بالثواب المضاعف والنور الدائم يوم رحيلك إليه سبحانه. والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل.