مميز
EN عربي

الفتوى رقم #40937

التاريخ: 18/07/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

هل انتهت علامات الساعة الوسطى وأزفت الكبرى

التصنيف: العقيدة والمذاهب الفكرية

السؤال

السلام عليكم السؤال موجه إلى الشيخ محمد الفحام هل من الصحيح أن علامات الساعة الوسطى شارفت على الانتهاء وأن العلامات الكبرى قد أصبحت قريبة جدا وأن العلماء يتنبؤن أن في القريب العاجل وقد تقع بعد عدد قليل جدا من السنين ممكن أن يكون ذلك قبل عشرة سنين الرجاء الرد السريع

الجواب

إلى الأخ الكريم بالاستقراء والتدبُّر نعم نجد أن أكثر العلامات المذكورة في صحيح الحديث النبوي الشريف قد وقعت ومنها ما نحن متلبِّسون به كتلك الفِتَن الشائعة في بلادنا العربية والإسلامية... ولم يبق سوى تلك العلامات الكبرى المخيفة لا سيما الدجال فإنه ما فوقها فتنة قد حذَّر منها السيد الأعظم صلى الله عليه وسلم أيَّما تحذير وفي الصحيح عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال: (إني لأنذركموه وما من نبيٍّ إلا وقد أَنذَر قومه ولكني سأقول لكم قولاً لم يقُله نبيٌّ لقومه إنه أعوَر وإن الله ليس بأعور)، أي لأنه يدَّعي الألوهية. والله سبحانه "ليس كمثله شيء" وهو الواحد الأحد ولا شريك له. أما الزمان فهُو جدُّ قريب كيف لا والنبي الأكرم يقول: (بعثت أنا والساعة كهاتين) وأشار إلى أصبعيه الشريفتين وبالقياس على سنيِّ الآخرة فالزمان جِدُّ قريب وهو بين العلامات بعضها من بعض متقارب. أما حَدُّ البداية للكبرى فعِلْمُ ذلك عند ربي غير أن آثارها أصبحت ظاهرة والحكمةُ من التربص والنظر استعدادُ العبد للساعة والحساب، فيجدِّد العهد مع الله ويتهيأ للرحيل إليه ويتوجه بالعمل الدؤوب سائلاً إيَّاه السلامة والعياذ من الفتن . ولا تسألنَّ لقاءَها، بل سَلِ الله العفو والعافية وأن تَفِدَ إلى ربك بسلام وقبول قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا). وسلِ الله تعالى الرسوخ والثبات إن قدَّر مُلابستك لزمانها لا سيما فتنة الدجال ثم إنَّ المعَوَّلَ عليه التزامك بالتوجيه النبوي أن تكون نسخة من أصحابه أمراً ونهياً والتزاماً وربانية تَفْقَهُ قوله صلى الله عليه وسلم: (ليدركَنَّ الدجالُ قوماً مثلكم أو خيراً منكم، ولن يُخزيَ الله أمةً أنا أوَّلُها وعيسى ابن مريم آخرها). أخرجه الحاكم. والذي أعلمُه أنَّ مشايخنا وعلماءَنا لا يصدر عنهم إلا ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرضون على الأمة إلا ما عرض من وحي ربه سبحانه. أما قضية الجزم بوقت فما لم يحدِّدْهُ الشارع لا يمكن أن يصدر عنهم على الإطلاق ومعلوم أن الحديث في أبواب الساعة في المصادر هو حديث عن أماراتها توصيفاً وتحذيراً وتنبيهاً، وعليه؛ فكلما صادف المؤمن علامةً عبر جيل من أجيال الأمة المحمدية خرج بثمرتين الأولى زيادة الثقة بمصداقية نبوة السيد الأعظم صلى الله عليه وسلم والثانية يقظة القلب يهمَّه الطاعة مضاعفةً بين يدي قرب اللقاء لحسن الختام. أسأل الله تعالى يسر الأمور وشهود المقاصد الشرعية وأن نلقاه على سلامة القلب ونور السريرة وكمال التوحيد وضياء العقيدة وأن يَرُدَّنا إلى دار السلام بسلام آمين مع الرجاء بصالح الدعوات.