الفتوى رقم #37092
التاريخ: 18/12/2012
المفتي: العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي
هل عقاب الله يأتي للإنسان على شكل مصيبة دائماً
التصنيف:
العقيدة والمذاهب الفكرية
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله. هذا السؤال موجه للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله. انتم قلتم أن كل مصيبة تصيب الإنسان هي عقاب على ذنب اقترفه. هذا الكلام أحدث لدي أشكال. كنت أظن أن المصائب نوعان، الأول عقاب على ذنب كما ذكرتم، والثاني هو ابتلاء ابتداءا ليمتحن الله صبر عبده و ثباته على الإيمان. وإلا فكيف افهم قول الله "ويبلوكم بالخير والشر فتنة " وقوله " افحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ". ثم أذا كانت المصيبة دائماً عقابا على ذنب، فكيف يرمى الأنبياء والأطفال بالمصاءب. سؤالي هذا لا علاقة له بما يجري في سورية. أنا أؤمن ان ما يجري في سورية هو عقاب من عند الله على ذنوبنا. لو أنهم كانوا يعقلون. جزاكم الله خيرا.
الجواب
لم أقل إن كل ما يبتلى به الإنسان من المصائب ثمرة لمعاص ارتكبها. وقد أوضحت ذلك في كتابي "الإنسان مسير أم مخير" ولكن الذي أقوله هو ما يجزم به البيان الإلهي قائلاً: (لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ..) والجزاء الذي يعاقب به فاعل السوء قد يكون في الدنيا، وهو المصائب على اختلافها، ألم يقل رسول الله لأبي بكر، وقد أهمه الوعيد الرباني (يغفر الله لك يا أبا بكر، ألست تحزن ألست تمرض ألست تصيبك اللأواء؟ فذلك ما تجزون به).
إذن فكل سوء يرتكبه الإنسان لا بدّ أن تناله عقوبة عليه من الله، من مصيبة ونحوها، ولكن ليس كل مصيبة جزاءً على سوء ارتكبه الإنسان.