هل يغني سماع الأوراد عن قرائتها

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته . جزاكم الله خير الجزاء. هل سماع الاوراد يغني عن قرائتها؟ 

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ بدايةً أسألُ اللهُ تعالى أنْ يَجْعَلَنا أهلاً لِحُسنِ ظَنِّكُمْ مع دوامِ سَتْرِهِ إلى لُقْياهُ وهو عنَّا راضٍ؛

وبعد، فإنَّ الأَصْلَ في تحقيقِ العبادَةِ أنْ تُجَسَّدَ صورتُها بالعمل عَبْرَ ركائزِه الشرعية من النية وثوابتِ الجوازِ مع رجاءِ القبول؛

وعليه؛ فلا يُعَدُّ مُجَرَّدُ سماعِ الأورادِ قراءةً لها -نعم! قد يكونُ سماعُها حافِزاً مُعيناً للمثابرة على قراءتها - لكن ذلك لا يكفي فالعمل مع عَقْدِ النيةِ على الفعلِ هو الْمُعَوَّلُ عليه.

ثم اعلم يا أخي الكريم! أنَّ حاجةَ العبدِ لقراءَتِها قراءةً رتيبَةً دون انقطاع كحاجة الجسدِ إلى الرُّوحِ ذلك أنَّ الوِرْدَ سببُ الوارد أي: ما يَرِدُ عليه بسببها مِنَ التجلِّياتِ لاسيما لسالِكِ الطريق إلى الله تعالى، فإنَّها مِنْ أَهَمِّ العوامِلِ الْمُذلِّلة لسبيلِهِ، والحُصونِ الآمِنَةِ المانِعَةِ مِنَ العوائقِ والعلائق الحاجِبَةِ عن الوصولِ إلى الْمَأْمولِ مِنْ معرفةِ اللهِ تعالى، وفي الحكم العطائية: {لا يَسْتَحْقِرُ الوِرْدَ إلا جهولٌ، الوارِدُ يوجدُ في الدَّارِ الآخرةِ، والوِرْدُ يَنْطَوِي بانْطِواءِ هذه الدار، وأَوْلَى ما يُعْتَنَى به ما لا يُخْلَفُ وجودُهُ. الوِرْدُ هو طالِبُهُ منكَ، والوارِدُ أنتَ تطلبُهُ منه، وأَينَ ما هو طالِبُهُ منكَ مِمَّا هو مَطْلَبُكَ منه}.

فتح الله تعالى عليك وأعانك على ما يرضيه مع العفو والعافية. مع الرجاء بصالح الدعاء.