مميز
EN عربي

الفتوى رقم #36129

التاريخ: 30/10/2012
المفتي: العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي

هل يُستدل بكلام سيدنا أبو بكر في إباحة الخروج على الحاكم

التصنيف: أحكام الجهاد والسياسة الشرعية

السؤال

فضيلة العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، حفظه الله ونفعنا بعلمه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد بعض العلماء يستدلون بقول سيدنا أبي بكر الصدّيق – رضي الله عنه- عند تسلمه الخلافة:(أطيعوني ما أطعتُ اللهَ ورسوله، فإن عصيتُ اللهَ ورسوله؛ فلا طاعة لي عليكم)، ليجيزوا الخروج على الحاكم، ويقولون بأن معصية: القتل وسفك الدماء وذبح الأطفال بالسكاكين، تكفي للخروج على الحاكم. ثم يستشهدون بكلام أحد العلماء حيث يقول:" إن الحاكم يأخذ شرعيته من خلال أدائه لواجباته تجاه الأمة، من حماية مصالحها، وحماية أرواح أبنائها، وصيانة أعراضها، وكف البلاء عنها. فإذا لم يقم الحاكم بهذه الواجبات سقطت شرعيته وبالتالي سقطت طاعته. فما بالنا إذا كان الحاكم هو الذي يعتدي على الأرواح والأعراض والأطفال والنساء"، وعليه: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فهل هذا الاستدلال وكلام هذا العالم صحيحين؟ أفيدونا، بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا

الجواب

قال أبو بكر: (فإن عصيت الله ورسوله لا طاعة لي عليكم) ولم يقل إن عصيت الله ورسوله أخرجوا عليّ. وهذا الذي قاله أبو بكر هو الذي قاله العلماء جميعاً ولم يقل أحد من العلماء إن الحاكم إذا أمر بمعصية تجب طاعته فيها، ولم يقل إن الحاكم إذا عصى الله يجب أن تقتدي به فيها، بل تم الإجماع على أن الحاكم لا يجوز أن يطاع في معصية أمر بها .. ولكن لا يجوز في الوقت ذاته الخروج عليه، ولا شأن لي بالحذلقات المتعلقة بما وراء ذلك.