الفتوى رقم #3500
دعاء المظلوم
السؤال
السلام عليكم سيدي فضيله الشيخ محمد الفحام حفظك الله اعلم ان دعاء المظلوم مستجاب وان ليس بينه وبين الله حجاب من اجل ذلك اصبحت كلما ظلمت من احد استغل هذا الظلم في تحقيق امنياتي فاقول يارب دعاء المظلموم مستجاب وانا اريد ان ادعوا لنفسي فادعوا الله ان يرفع عني الظلم واسأله ان يعطيني سؤلي فيما اتمنى من امور ديني ودنياي فهل دعائي هذا يستجيبه الله لي كما لو كنت دعوت على من ظلمني. ( اي لا يرد )وهل دعائي الله بان يكف عني الظالم يعتبر دعاء عليه انا لا ادعوا الله ان يميته ولكن اقول يارب كف تسلطه علينا فقط جزاكم الله خيرا. ونسالكم الدعاء
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد, فإنَّ خصوصية الاستجابةِ للمظلوم نوعُ امتيازٍ له مِنْ قِبَلِ مولاه (العدل) الذي قال في الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرَّمْتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم مُحَرَّماً فلا تظالموا..) فجعل في طوايا صبرِه وانتظارِه الفرجَ مفتاحَ الدخولِ إلى ساحة الرحمة الواسعة عطاءً سامياً مفرحاً بما هو أهله.
لذا كانت دعوةُ المظلومِ غزيرةَ الخير شاملة لأنَّها تعويض مِنَ المولى لذاك العبدِ المكروبِ بِظُلْمِ مَنْ ظَلَمَهُ وعليه؛ فدعاء المظلوم مستجاب لأيِّ مَطلبٍ ليس فيه جَوْرٌ لما فيه من العِوَضِ الخيِّر بكونه مستجاب الدعاء بموعود الله تعالى القائل في الحديث القدسي (اتقوا دعوة المظلوم فإنها تُحْمَلُ على الغمام يقولُ الله : وعِزَّتي وجلالي لَأَنْصُرَنَّكَ ولو بعد حين)
كلُّ ذلك تطييباً لخاطره وتهدِئةً لنفسه وإنصافا لحقِّهِ, فلَهُ أنْ يرجو بدعائه خيري الدنيا والآخرة, ولا حرج في أنْ يدعو اللهَ أنْ يَرُدَّ عنه ظُلْمَ من ظلمه, وأنْ يَكُفَّ يده عن الظلم بما هو أهله.
هذا؛ ومِنْ نُبْلِ الدعاء في الداعي أنْ يدعوَ المظلومُ لظالمه بالهداية والصلاح وأنْ يشغلَه عنه بطاعته وأسباب هدايته.
أسأل الله تعالى الفرج العاجل لكم ولكل مكروب, وتمام العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.