مميز
EN عربي

الفتوى رقم #3483

التاريخ: 10/02/2021
المفتي: الشيخ محمد الفحام

العمل في مجال الألبسة النسائية

التصنيف: الحظر والإباحة واللباس والزينة

السؤال

السلام عليكم يعمل في مهنة تصنيع الألبسة الجينز النسائية السبورات والسهرة وبيعها مما يضره أحياناً إلى تصوير الموديلات على العارضات من النساء
فهل هذه المهنة جائزة شرعاً ؟

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أخي الكريم! إنَّه ودونَ أدنى شَكٍّ أنَّ ما ذكرْتَ مِنْ نوعِ الألبسة بكونِها مقصورةً على مَظاهرِ الفِتنةِ والكَشْفِ الخارجي بين الناس مُحَرَّمَةٌ شرعاً، فالامْتِهانُ بها غيرُ جائزٍ ذلك أنَّ ما أدى إلى الشيءِ أَخَذَ حُكْمَهُ كما قال الفقهاء.

وعليه؛ فالمتاجَرةُ بها يؤدي إلى عرض المفاتن في الطرقات، واستجلابِ النَّاظرين إلى ما نهى الله تعالى عنه، وإغراءِ الفُسَّاق في ذلك لِيُصْبِحَ السببُ الأساسُ _وهو الْمُصَنِّعُ وكذا المستورد والمورِّد_ شريكاً في الإثم، ولْيُعْلَمْ أنَّهُ كُلَّما تَوسَّعَتْ دائرةُ الهبُوطِ الاجتماعي مِنْ مظاهرِ الفتنةِ تلك كُلَّما تضاعَفَ الإثم، مع كونِ الْمُسْتَجَرِّ مِنَ المال عَبْرَهُ _تجارةً_ مَصْدَرٌ لأَكلِ الحرامِ، وآكِلُ الحرامِ محرومٌ مِنَ اللُّطْفِ الإلهيِّ لا سيَّما إجابة الدعاء ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يَقْبَلُ مِنَ العبدِ إلا طَيِّباً، وإنَّ اللهَ أمرَ المؤمنين بما أَمَرَ به المرسلين، فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) وقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) ثم ذكَرَ الرجلَ يُطيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يديه إلى السماءِ ياربُّ ياربُّ، ومَطْعَمُهُ حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام وغُذِيَ بالحرام، فأنى يستجاب له)

فَحَذاري حذاري مِنَ المشاركةِ فيما يُغْضِبُ اللهَ تعالى ويُسْخِطُه، والخَطَرُ كلُّ الخَطَرِ في التَّمادي ، فإنَّ الجُرأةَ على شرعِ اللهِ تعالى قاصِمَةٌ للظَّهْرِ ولو بعد حين ذلك أنَّ مولانا الجليل يمهل ولا يهمل، ولئن كان العبدُ يَنْسَى فإنَّ الرَّبَّ لا يَنْسَى.      

هذا؛ وإنَّ مِنْ أخْطَرِ الخَطَرِ الاسْتِخفافَ بحُكْمِ اللهِ تعالى لأنَّه مِنْ مُوجباتِ الْمَقْتِ الإِلهي.