مميز
EN عربي

الفتوى رقم #15150

التاريخ: 07/07/2011
المفتي: العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي

لكل مقام مقال

التصنيف: أحكام الجهاد والسياسة الشرعية

السؤال

سيدي الحبيب الدكتور البوطي حفظه الله و رعاه، لا أدري هل أهل الموقع لا يوصلون أسئلتي إلى حضرتكم أم أنكم لا تريدون أنتم الجواب أو أن أسئلتي ليست ذات قيمة للإجابة عنها . و لكني أقول صادقا أن حبي و أحترامي لحضرتكم هو الذي يجعلني أرسل هذه الأسئلة سيدي الحبيب طلابك و محبيك وققعوا في ورطة كبيرة لا يدرون كيف الخروج منها قد يسأل سائل عن السبب . فأقول لكم بكل صراحة : بسبب مواقفكم و أقوالكم التي هناك من بترجمها للنيل من حضرتكم بين الناس ، سواء كان ذاك الشخص من الموالين أو من المعارضين . قلت لنا أنك تنصح أولي الأمر و أنتك لست من الذين يحبون أن ينشروا نصائحهم لهؤلاء الناس . فقالوا : و لكنك سيدي تنصح الناس جهرا على منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي جعله المولى أمانة لديك . فإن قلت أنا أنصح من هم أمامي و هم العامة من الناس، قلنا : إن لم يكن أولي الأمر أمامك أيضا يحضرون نصائحك فإنهم يستمعون عبر أثير الإذاعة أو التقارير المكتوبة على الخطبة و ما جاء فيها . فإن لم يكن هذا أو ذاك - أي لا يحضرون خطبة جمعة و لا يستمعون لما يجيء بها- فهم لا يستحقون ولائك و زودك عنهم أمام من يرى ما يفعلونه . سيدي الحبيب سامحني على الإطالة ، إلا أنها نفثة مكلوم ببلاده و قادتها من علماء و ساسة . و للحق سيدي أن أكثر كلمة أثارت الناس و أوقعتهم في حيرة هي قولك عن المتظاهرين أنهم حثالة ، فقد أستكبر الكثيرين هذه الكلمة و خاصة إذا كانت بعيدة عن الواقع بعض الشيء . المحب : مواطن سوري هداه الله على كتبك و دروسك

الجواب

لو حدثتك عما قلته وأقوله في المجالس الخاصة لكبار المسؤولين مما يدخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصورة عامة، وبمسائل خاصة، والتذكير بضرورة التوبة.. إذن لأهدرت ثوابي عند الله إن كان لي على ذلك من ثواب عنده، فلماذا تحرجني؟ على أني أقول: عندما يصلح أن يكون المنبر العام أداة تبليغ للخاصة، وتكون الفرصة مواتية لذلك، فلا حرج من استعمال المنبر لذلك، وأضرب لذلك مثلاً يوم دعا المسؤولون ممثلاً في وزير الأوقاف إلى الاجتماع لإقامة صلاة الاستسقاء، فقد كانت تلك الدعوة فرصة مناسبة للتذكير بالمعاصي التي لا تفيد معها تلك الصلاة، وقد أعلنت عندئذ ذلك للناس مبيناً عذري في اليقين بأننا لن نجد استجابة من الله، أعلنت عن التجاوزات التي تقع في وزارة التربية وتسريح المنقبات والترحيب بمسلسل "ما ملكت أيمانكم" وما فيه من سخرية بكتاب الله وشرعه. ولكن فلتعلم أن ذلك كان حديثاً مرتبطاً بميقاته، وبياناً جاء اعتذاراً عن الاستجابة لدعوة.. ولتعلم أن الجو لم يكن آنذاك مشحوناً بعوامل الخروج إلى المسيرات، وتصادم الأفعال مع ردود الأفعال . إنني لو ذكّرت بمثل تلك الأمور اليوم على ملأ من الناس، لتسبب عن ذلك هياجات لا ضابط لها من عقل ولا شرع، ولكانت نتيجة ذلك أعداداً من القتلى أنا أتحمّل عند الله مسؤولياتهم، ولجاءت هذه التذكرة بالشر بدلاً من أن تأتي بأي خير. وإني لعلى يقين بأن كلامي هذا لا يجهله أي عاقل منصف، ولكن يتجاهله المفتئت على شرع الله أولاً وعلى مدارك العقل ثانياً، والمستجيب لعصبيته ثالثاً.